أنا البائس - جريدة عَبْقّ

Post Top Ad

للإعلان هُنا تواصل معنا

Post Top Ad

31 أغسطس 2022

أنا البائس

للإعلان هُنا تواصل معنا
IMG-20220831-WA0010

أنا الذي أعيش بشكل دائم في حيرة من أمري، فعندما تدق الساعة الثانية عشر عند منتصف الليل، تنتابني حالة لا شعورية أجد نفسي بعدها قد استيقظت فجأة من نومي؛ على الرغم من إني كنت غارق في سباتٍ عميق، أستيقظ ولدي إحساس داخلي دائمًا ما يثيروني ويحث رغبتي على الحديث مع النفس ولا أعلم لماذا ولكن؛ ربما جاء كل ذلك نتيجة لتلك الفترة الطويلة التي اخترت المكوث فيها و الانعزال عن الجميع التي ابتعدت حينها عن كل من حولي، كنت في عزلة تامة عن الجميع لم أكن لأجد من يحدثني وأنا لدي أملًا في أن أقضي حياتي وسط الحشود وبين جموع الناس على اعتبار بأنني سوف أجد شخصًا واحد بينهم، أستطيع أن أحكي له عن معاناتي ولم أجد من بينهم أحدً لكي استطيع أن أخبره بأنني لست على ما يرام وبأنني في حاجة ماسة لمن يشاركني في خوض كل المعارك التي تعتري طريقي ولقد أنهكت جسدي وروحي كل هذه المعاناة التي أوجهه في حياتي أعيش في أجواء يغلب عليها طابع الحزن والمأساة، فأنا أسير بمفردي ليس بجانبي أحد، يمد لي يد المساعدة كنت احتاج لمَن يزيل عني كل ما انتابني في كل تلك الفترات السابقة التي بهتت على قلبي وخيمت عليه بطابع الحزن، فهذه الحياة قاسية للغاية فإن لم تجد بها من يحنو عليك ويخفف عنك من وطأة الحياة وقسوتها، فحتما سوف تنهار لا محالة من ذلك كنت شخصًا سعيدًا للغاية لم تكن الابتسامة تغادر وجهي حتى كان الجميع يعتقدون بأنني خلقت لهذه الحياة من أجل  أن أبتسم ولكن؛ ما الذي حدث بعدها ها أنا الآن أعيش أتعس لحظاتي في كل تاريخي وذكرياتِ التي مضت تمنيت لو يعاد الماضي مرة أخرى حتى استميل قلوبهم جميعا واستثير شفقتهم على أحوالي الآن ليروا ذلك الشخص الذي قالوا أن السعادة خلقت من أجله ها هو الآن على شفاه الموت، إذا كان هذا اعتقادكم عني ففي الحقيقة كانت هذه مجرد صورة زائفة كنت اتظاهر بالابتسامة أمامكم حتى أخفي عنكم كل معاناتي و ألمى في هذه الحياة فأنا كنت السبب في كل ذلك دائمًا كانت تمر على النكبات والصعوبات واجتازها وأنا بمفردي وأتحمل الكثير من الألآم و أكتم كل ذلك بداخلي رغم شدتها تلك التي سكنت في قلبي  وحاصرته حتى برحت به علامات و تشوهات حتى دب العجز والوهن في قلبي فأصبح ضعيفًا لا يقوى على التحمل ومواجهة المزيد من تلك الموافق العصيبة، كل ما مررت به كان صعب على مثلي تحمله، كتمت ولم أبوح لكم بذلك حتى لا تقولون عني إني من طائفة "مرهفي الحس" الذين لا يستطيعون التماسك، فتظاهرت بذلك ولكن؛ لما يعلم بما في داخل قلبي وما اعتراه من ألم إلا الله، أصبحت على مشرفة الهلاك أعيش أيامي الأخيرة في عزلة تامة عن الجميع اقتربت نهايتي فأنا أصبحت مريضًا بالسرطان و أعيش بينكم الآن ولربما تكون هذه أخر لحظات لي وأنا في جواركم، أعلم أنكم سعداء الآن بسماع هذه الكلمات التي طربت أذانكم لسماعها، ها هو الشخص الذي كان مصدر البهجة والسعادة قد شرفت حياته على الانتهاء و الهلاك ولقد أصبحت طريح الفراش ولا اغادره، لقد قال لي الأطباء أيامًا معدودة وسوف ارتاح من كل هذه الألم وهذا معناه سوف أموت عما قريب، لقد كتبت هذه الرسالة وأنا لا أعلم؛ لربما تكون أخر رسالة أكتبها ولم أفعل ذلك لكي استجلب الشفقة منكم على أحوالي فأنا فقط أرادت أن أقول لكم ليتني ما عرفتكم أبدًا، فلقد كانت كل معاناتي ومأساتي في الحياة بأنني لم أجد منكم أحدًا في هذه الفترة الأخيرة من حياتي.

وداعًا أيها الحمقى.

 فأنا شخصًا بائس حقًا حتى يكون لي أصدقاء مثلكم هكذا.

بقلم: محمد ماهر "الخديوي"

تدقيق ومراجعة: ندى الناظر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

برعاية تطبيق وجريدة لحظة